يذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في كتابه الموسوعي
(بلادنا فلسطين)نقلا عن المؤرخ إحسان النمر من كتابه (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) أن آل الجيوسي ينحدرون من أعقاب أحد قادة الجيوش
المصرية التي كان من المعتاد أن تنتقل إلى فلسطين عندما يحدث ما يوجب انتقالها, ويقال إن جد آل الجيوسي (الجيايسة) استقرَّ في بلدة جيوس
القريبة من طولكرم فسمُّوا باسمها , ثم انتقلوا إلى بلدة كور وحصَّنوها واستقرُّوا فيها وكان ذلك في أواخر القرن التاسع الهجري أي قبل حوالي (600) عام.
وبلغ من علو شأن (الجيايسة) أنهم أصبحوا سادة منطقة (بني صعب) التي تضمُّ ما يسمى بقرى (الصعبيات)وهي قرى ارتاح وفرعون وفرديسيا
وقلنسوه والطيبه والرأس وكفرصور وكور وكفرعبوس وغابة العبابشه وكفر زيباد وخربة الزبابده وكفرجمال وفلمه (فلامه / فلامية) والطيرة
ومسكة وجيوس وعزُّون والنبي الياس وخربة عسله ونبصر وكفركت وكفرسابا وكفر برا وصلبه وجلجوليا وكفر قاسم , واشتهر من زعماء
الجيايسة يوسف بن الجيوسي الذي قتل في فتنة اندلعت في جبل نابلس في عام 891 هجرية , ومنهم أبو بكر الجيوسي الذي أقرَّه السلطان المملوكي
قائصوه الغوري في عام 910هجرية زعيما وشيخا لجبل نابلس , ومنهم الشيخ يوسف الواكد الجيوسي الذي هبَّ لنجدة يافا عندما هاجمها
الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت .
وينقل كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري عن كتاب (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) لمؤلفه المؤرِّخ إحسان النمر
أن اسم الجيوسي الذي عرفت به العشيرة جاء من كلمة الجيايسة وهو اللقب الذي كان يطلق على شيوخ المغاريب (منطقة نابلس) الذين ينحدرون
من أعقاب قادة الجيوش المصرية التي كانت ترابط في فلسطين وتتخذ من منطقة بني صعب مقرا لها , حيث كان مقرُّ القيادة المصرية يعرف باسم
جيوش , ثم حُرِّفت مع الوقت إلى جيوس , ولم يلبث أعقاب قادة الجيوش المصرية أن حملوا اسم حمولة أو عشيرة الجيوسي .
ويورد عمَّاري اسم عشيرة تحمل اسم الجيوسي ارتحلت من بلدة كور واستقرَّت في مدينة طولكرم وبلدة ارتاح الواقعة إلى الجنوب الغربي من
طولكرم , كما يورد اسم عشيرة أخرى تحمل اسم الجيوسي تنضوي مع عشيرة الشبيطي في بلدة مسكة .
ويورد كتاب (الصفوة - جوهرة الأنساب - الأردن) لمؤلفه المحامي طلال البطاينه اسم عشيرة تحمل اسم الجيوسي في بلدة كتم في ناحية بني عبيد
في شمال الأردن قدمت إلى كتم من بلدة كور في منطقة طولكرم بفلسطين, ويشير إلى أن جدها المؤسِّس كان قائد إحدى حملات الجيش التركي إلى
بلاد الشام, وسمُّوا بالجيوسي نسبة إلى الموقع الذي اختاره جدهم قائد الحملة التركية كمعسكر لحملته, ويذكر أن لهم أقارب في منطقة طولكرم
بفلسطين, ويلاحظ أن هذه الرواية تنسب آل الجيوسي إلى قائد عثماني يمكن أن يكون تركيا أو مصريا كما تشير بعض الروايات , وربما كان
سبب التضارب في الروايتين أن مصر كانت تابعة للدولة العثمانية فكانت جيوشها تحسب على الدولة العثمانية التي كان مركزها في تركيا ,
والأرجح أن جد الجيايسة المؤسس في بلدة كور في منطقة طولكرم وفي كتم في شمال الأردن هو ضابط مصري كان قائدا لإحدى الحملات
العسكرية التي أرسلتها الدولة العثمانية الى فلسطين .
ويورد البطاينة رواية تردُّ عشيرة الجيوسي في بلدة كتم إلى الجعافرة من ولد علي من ضنا مسلم من قبيلة عنزة الوائلية الذين ينتهي نسبهم بسيدنا
إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهم الصلاة والسلام .
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء ثلاث عشائر في فلسطين تحمل اسم الجيوسي تتوزَّع في
طولكرم وقضاء طولكرم وعسكر,ويذكر أن جيايسة قضاء طولكرم ينحدرون من نسل قوَّاد الأخبار ( ربما يقصد قادة الجيوش ) , وكانت منازلهم
الأولى في جيوس , ومنها أخذوا اسم عشيرتهم , وقد ارتحلوا من جيوس إلى كور واتخذوها مركزا لهم في أواخر القرن التاسع الهجري , ويشير
إلى أن أقدم من عرف من رجالاتهم الشيخ حرب الجيوسي شيخ جبل نابلس في عهد السلطان المملوكي قايتباي (880 هجرية ) , ويوسف بن
الجيوسي الذي قتل في ثورة جبل نابلس في عام 819 هجرية ضد المصريين , والشيخ يوسف الواكد الجيوسي الذي هبَّ لنجدة يافا عندما هاجمها
الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت .
ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثالث من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن شيوخ الجيايسة كانوا شيوخ بلاد بني صعب
في منطقة نابلس , ويشير إلى أحد شيوخهم أبو عوده الجيوسي الذي قاد عصيانا ضد نائب والي الشام إبراهيم باشا في عام 1228 هجرية -
1813م احتجاجا على أسلوبه الظالم في جمع الضرائب من أهالي نابلس والقدس , وتحصَّن الشيخ أبو عوده الجيوسي في قلعة صوفين القريبة من
قلقيلية , ولم يتمكن نائب والي الشام من اقتحام القلعة فأنجده والي صيدا العثماني سليمان باشا بجيش على رأسه ضابط كردي اسمه شمدين آغا
تمكن من اقتحام القلعة وهدمها بعد قتل الكثيرين من جماعة الشيخ أبو عوده الجيوسي الذي تمَّ أسره ثم أطلق سراحه مقابل فدية مالية , وبعد هذه
الواقعة ارتحل من بقي من الجيايسة إلى قلقيلية وما زالوا فيها حتى الآن .
ويذكر الدبَّاغ أن بلدة كور التي كانت مركزا للجيايسة شيوخ منطقة بني صعب (الصعبيات) أخذت اسمها نسبة الى قبيلة عربية من جرم طيء
نزلتها في عصور سالفة , وتقع كور على بعد 19 كيلو مترا إلى الجنوب الشرقي من طولكرم وتحيط بها قرى بيت ليد وكفر قدوم وجحة وكفر
عبوس وكفر زيباد وكفر صور وسفارين. ويشير الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الأول من كتابه (بلادنا فلسطين) إلى أن منطقة بني صعب
أخذت اسمها نسبة إلى عشيرة آل صعب (الصعوب) الذين نزلوا جبل عامل وما جاوره من فلسطين في عهد بطل حطين ومحرر بيت المقدس
صلاح الدين الأيوبي , ويورد الدبَّاغ رواية ترد آل صعب (الصعوب) إلى نسل الملك الأفضل نور الدين الأيوبي .
ويورد المؤرِّخ الدبَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين)
اسم الشيخ أبو عوده الجيوسي مع أسماء شيوخ في منطقة نابلس الذين طلب والي الشام بالوكالة في العهد العثماني
سليمان باشا من متسلم (حاكم) نابلس موسى طوقان إصطحابهم معه لمقابلته في عكا, وهؤلاء الشيوخ هم أسعد طوقان وعيسى
البرقاوي وموسى عثمان الجماعيني ويعقوب الجماعيني وقاسم الأحمد وأبو عوده الجيوسي والحاج أحمد الجرَّار والحاج محمد الجرَّار وحسين عبد الهادي.